سياسة العصا والجزرة في العلاقات الأمريكية السودانية
تعتزم الولايات المتحدة والسودان تبادل السفراء بينهما، بعد انقطاع دام 23 عاما، بحسب تصريح وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو تزامن مع أول زيارة لرئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، إلى واشنطن.
وقد وصف بومبيو في تغريدة هذا الإجراء بأنه "خطوة تاريخية من شأنها أن تعزز العلاقات الأمريكية السودانية".
وظلت العلاقات الأمريكية السودانية طوال تاريخها تمر بفترات مد وجزر، وشد وجذب، وتترواح بين قطبي المواجهة والاحتواء. وقد وصلت إلى أسوأ مراحلها في تسعينيات القرن الماضي مع فرض الولايات المتحدة لعقوبات اقتصادية شاملة على الحكومة السودانية.
يشير موقع الخارجية الأمريكية إلى أن العلاقات الدبلوماسية الأمريكية مع السودان بدأت في عام 1956 في أعقاب إعلان استقلال السودان عن الإدارة المصرية البريطانية المشتركة.
بيد أن هذا التاريخ الرسمي سبقه تاريخ طويل من الاهتمام الأمريكي بالسودان انعكس في صيغة محاولات تجارية واستثمارية.
من بين هذه المبادرات المبكرة، ظهور اهتمام أمريكي بالاستثمار في الزراعة بالسودان عبر محاولة مستثمر أمريكي يدعى، لي هنت، الاسهام في تأسيس شركة السودان للزراعة التجريبية، عندما كانت السودان تخضع للحكم الثنائي.
وفي أعقاب الانقلاب العسكري الذي قادة عمر البشير بالتعاون مع الجبهة الإسلامية بقيادة حسن الترابي في عام 1989، علقت الولايات المتحدة مجمل مساعداتها للسودان.
وزاد تدهور العلاقات مطلع التسعينيات إثر دعم السودان لجماعات إسلامية متشددة وإعلان وقوفه مع العراق في غزوه للكويت ومعارضته للتدخل الأمريكي في المنطقة.
وفي عام 1993 صنفت الولايات المتحدة السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب وظل اسم السودان على هذه القائمة الأمريكية حتى يومنا هذا.